إستنساخ البشر بعد إستنساخ البقر

من كتب

أصيب العالم بصدمة إستنساخية عندما أعلن عن مولد المولودة إيف(حواء) لتكون أول طفلة مستنسخة في التاريخ الإنساني . ومازالت توابع هذه الصدمة الإستنساخية تتوالي . لأن هذا لو صح معناه ظهور أجيال من البشر المستنسخين. والطفلة إيف ولدت عن طريق الإستنساخ التكاثري لتعتبر جنينا صناعيا لايخضع لآلية الحمل البشري كما هو متبع .لأنها تعتبر صناعة نووية.لأن عملية الاستنساخ تجرى بزراعة نواة خلية جسدية تحتوي على دنا (DNA) بشري(المادة الوراثية ) أنتزعت من خلايا جسدية بالغة بجلد رجل أو إمرأة لتوضع في بويضة إمرأة انتزعت منها نواتها. والخلية الملقحةتولج برحم الأم أو أي إمرأة بالغة كما في طريقة حمل أطفال الأنابيب. و معظم العلماء يشككون في قدرة شركة كلونيد على استنساخ طفل بشريكما أعلنت. لأن كل كل التجارب علي الحيوانات قد فشلت أو أسفرت عن أجنة مشوهة. حتي إستنساخ الأعضاء والأنسجة من الخلايا الجذعية بالأجنة فيه خطورة كما جاء في مجلة (ساينس) . ورغم أن تقنية الإستنساخ قد أجريت علي عدة حيوانات لكنها مازالت تحبو ولم تتطور. وآليته لم تفهم بعد .و طريقته بإنتزاع مادة الدنا من نواة خلية البويضة للأم لتحل محلها مادة دنا الأب الإفتراضي المستخلصة من خلاياه ولاسيما وأنها من خلايا الجلد مازالت غلمضة .لكن التجارب التي أجريت علي الخمسة أنواع من الثدييات سواء بقر أو نعاج أو فئران أو خنازير أو بشر قد أسفرت عن فرص نجاح متدنية. لأن الغالبية العظمي من هذا الحمل الإستنساخي يتعرض للمخاطر للجنين والأم . ولاسيما وأن الجنين قد يكون أكبر من أي جنين عادي مما يمزق الرحم. ويمكن أن ينتفخ بالسوائل . لهذا كل حمل إستنساخي يتعرض للإجهاض التلقائي . فمعظم الأجنةالمستنسخة تتعرض لشذوذ في وظائف الكبد ومشاكل في القلب والأوعية الدموية وقلة نمو الرئة ومرض السكر وعوز في جهاز المناعة وعيوب جينية خفية . وكثير من الأبقار التي إستنسخت كانت تعاني من عيوب خلقية بالرأس ولم تعش طويلا حسب متوسط العمر لمثيلها من الأبقار الطبيعيين. لكن هل يصبح الطفل المستنسخ نسخة طبق الأصل لوالديه ؟.


ليس هذا صحيحا. فتوجد تحذيرات من أخطار الإستنساخ جعلت العلماء يحذرون من إستنساخ البشر خشية وقوع شذوذ جيني لاتعرف عواقبه و يصعب إكتشافه في الحيوان المستنسخ . وأدق وصف لإستنساخ الأجنة أنه توأمة صناعية أشبه بطريقة تخليق التوائم طبيعيا . لأن الطبيعة أعظم مستنسخ للتوائم حيث البويضة المخصبة تنشطر بسبب مجهول ليتكون توأمين متطابقين . وكل منهما متطابق مع الآخر جينيا. . لكن في الإستنساخ تتم عملية التوأمةالمقصودة معمليا.


وهناك الاستنساخ العلاجي يختلف عن الاستنساخ التكاثري . لأنه لا يهدف انتاج نسخة كاملة من البشر بل يهتم فقط بالمراحل الأولى للأجنة التي يمكن الاستفادة من خلاياها الأساسية(الجذعية) Stem cells التي بإمكانها التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا والأنسجة والأعضاء والعظام والعضلات والأعصاب مما يؤدي هذا التطور العلمي الحالي إلى ثورة في عمليات زراعة الأعضاء .فهذه التقنية ستنتج أنسجة لا يرفضها جسم الإنسان . لكن الكنيسة الكاثوليكية ترفض التضحية بجنين من أجل الحصول على خلايا أو عضو جسدي لعلاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية كمرض الرعاش (باركنسون ) والخرف(الزاهيمر) وإستبدال عضلات القلب والشرايين التالفة .


فالإستنساخ العلاجي يستهدف إستعمال مادة جينية من خلايا المريض نفسه لإنتاج خلايا جزر البنكرياس لعلاج السكر أو خلايا عصبية لإصلاح العمود الفقري التالف . لهذا الإستنساخ العلاجي يجد قبولا لدي كثيرين من العلماء ورجال الدين .لأنه لايقتل أجنة كاملة النمو ولايمس الموروث الجيني للبشر كما خلقه الله أو يتلاعب في مورثاته التي ميزتنا وجعلتنا بشرا .


فالعلماء همهم الأول تحقيق إنتصارات علمية دون وازع ديني أو أخلاقي ورغم وأن محاولاتهم قد يكتنفها الفشل إلا أنهم طرقوا باب عصر الإستنساخ بعد إكتشاف جزءا من آليته ودخول دوللي من أوسع أبوابه . وماذا لو توصلوا لصناعة أرحام صناعية ؟. فهذا معناه أطفال الغد سيكونون تحت الطلب في أي وقت أو مكان . لكن هل سيكونون صاغ سليم.