الإنتفاخ الكوني
قد يكون الإنتفاخ لكوننا سببه إقترابه من الكون الأعظم وقد يكون هذا الكون ملتهبا أشبه بالشمس والنجوم المضيئة . فلو كان كوننا يدور في مدار إهليليجي ( بيضاوي) حلزوني. فهذا معناه أنه يتباعد في الزمن عن الكون الأعظم ويقترب منه في مداره البيضاوي ولو كان إتجاه دورانه مع حركة عقرب الساعة فلاشك أنه سيبتعد عن الكون الأعظم ولوكان يسير عكس حركة عقارب الساعة فأنه سيقترب منه نسبيا. لكن لكون مدار كوننا بيضاويا حلزونيا. فسواء إبتعد في إتجاه دورانه أو إقترب بإتجاه الكون الأعظم لتكون نهايته حيث يرتطم به كالمذنبات. ولو كان الكون الأعظم ملتهبا كالشمس ففي هذه الحالة سيحترق كوننا.
وفي مداره البيضاوي الحلزوني نجد كوننا يبتعد ويقترب في مداره الحلزوني حول الكون الأعظم أيضا وهذا ما يجعل كوننا كونا نابضا أشبه بالقلب النابض ينبسط وينقبض حسب مكانه وموقعه من الكون الأعظم. لهذا يمكن أن نجد أن بقية الأكوان من حول هذا الكون الأعظم أشبه بالقلوب النابضة في الفضاء. وهذا التصور يسقط نظرية الذرة الأولي التي يقال أنها إنبلجت وانفجرت في الإنفجار الكبير وتحولت إلي حساء أولي شكل هيئة الكون. فقد يكون نشأة مجموعة أكوان الكون الأعظم أشبه بنشأة المجموعة الشمسية التي نشأت من كواكب كثيرة كانت تدور في مدارات إهليليجية متقاطعة. لهذا كانت تتصادم مع بعضها ولم يبق منها سوي تسعة كواكب دائرية أو بيضاوية تسير في تزامن متناغم يحميها من الارتطام ببعضها حتي كوكب بلوتو (يراجع). فلهذا نجد منظومة الكون الأعظم خضعت للإنتقاء الطبيعي لأكوانها كما خضعت الشمس للإنتقاء الطبيعي لكواكبها. وهذا يدل علي أن كوننا وأخواته من أكوان الكون الأعظم قد خضعوا لهذه النظرية ويعتبر هذه الأكوان الأخوات أجزاء متناثرة من الكون الأعظم. مما يشير إلي أن منظومته قد تضم أجساما فضائية تحوم في أفلاكه أشبه بالمذنبات في المجموعة الشمسية تهدد كوننا بالإرتطام أو تتساقط فوق الكون الأعظم كما فعل مذنب شوميكر مؤخرا بكوكب المشتري.
وهذه الفرضية تجعلنا نتصور كوكبنا بأنه كان كرةغازية ملتهبة لو إعتبرنا الكون الأعظم كونا مضيئا وساخنا. ثم أخذ يبرد وهذا ماجعل كوننا بيضاويا وقد تقلص مع الزمن. وهذا إحتمال وارد ولاسيما وأن نظرية الذرة الأولي لكوننا وإلإنفجار الكبير مازالت نظرية حدسية وفرضيات لم تتأكد بعد. وهذا الإحتمال الوارد لو صح سيسقط نظرية الإنفجار الكبير وسيغير مفهومنا ونظرتنا لكوننا المترامي والمتباعد. وإذا كان الإنتفاخ الكوني سببه الحرارة الناتجة عن الحرارة النووية نتيجة ظهور المواد الثقيلة بكوننا والتفاعلات بالنجوم الشابة والقوية به. إلا أن الكون يبرد رغم هذا مما يجعله يتقلص ويتكور علي نفسه. وإذا كانت هذه الحرارة المنبعثة من داخل الكون نتيجة هذه التفاعلات النووية فإن الأجسام المتشابهة الشحنة سوف تزيد من تنافرها وتتسع محيطات دورانها. ولكن ليس بسرعة واحدة لأن توزيعات الحرارة في الكون متباينة. وهذا ما يفقد كوننا تناسقه الحراري.
وتصوري المنطقي أن كتلة وكثافة الكون تعادل تماما كتلة وكثافة الذرة الأولي التي إنفجرت وأدت إلي ظهور الإنفجار الكبير. وهذه الكتلة تعادل واقعيا كتلة مواد الكون والطاقة الكونية فيه. ولو قدرت السرعة الحقيقية لتمدد الكون والمسافة التي قطعها هذا التمدد فيمكن حساب عمره (الزمن). والرياضيون يمكنهم بعد التعرف علي الثوابت في الكون صياغة قوانين رياضية تربط بين المسافات والسرعة والكتلة والزمن كما في قوانين الحركة لنيوتن وتسارع الحركة في عجلته. لأن السرعة مرتبطة بالكتلة والضغط الجوي والجاذبية والزمن والمسافة. لأن المسافة = الزمن x السرعة. ومعدل السرعة يخضع لشدة الجاذبية وكتلة الشيء والضغط الجوي مما يؤثر علي عجلة السرعة كما بينها نيوتن.
ويمكن أن نشك في نظرية تمدد كوننا و إنتفاخه. لأن هذا معناه أن القوة النافرة بداخل الكون أقوي وأشد من القوة الجاذبة في المادة المظلمة ولا سيما وأن كتلتها تقريبا نصف كتلة مواد هذا الكون. لهذا لايمكن تمدد الكون متسارعا. و يمكن تصور إنتفاخه من ذاته لأن الكون يبرد فيقل في حجمه ليتقلص علي ذاته. فمن المحتمل أن الإنتفاخ الكوني لو كان صحيحا.. فقد يكون بسبب جاذبية خارجية يتعرض لها الكون ليصبح تمدده حسب إتجاهها وشدتها. وهي أكبر من الجاذبية داخل كوننا ومجراته. وليحدث هذا الإنتفاخ فلابد أن تكون هذه الجاذبية خارج كوكبنا لتؤثر عليه من عدة إتجاهات مضادة لهيئة الكون. وما يقال عن أن الكون يتمدد ليصبح كونا مسطحا ومنبسطا فهذا معناه أنه ينضغط من فوق واسفل لو كان كرويا ليتمدد للأمام والخلف ولا يتم هذا إلا بفعل قوة خارجية ضاغطة. لأن لوكان هذا بفعل قوة داخلية فستكون قوة جاذبة ليصبح أشبه بالعدسة المقعرة من الوجهين. حقيقة سيتمدد لكن لن يكون كونا منبسطا.
لو تصورنا قوة الجذب بفعل ثقب هائل أسود داخل قلب الكون وهذا ما سيجعل المجرات ومادة الكون تتجه للداخل في إتجاهات متضادة وفي هذه الحالة سيكون للكون إتجاهات أصلية أربعة أشبه بالإتجاهات الأصلية فوق الأرض كالشمال والجنوب والشرق والغرب . ولو كانت القوة الخارجية الضاغطة واقعة. فهذا معناه أيضا أن الكون سيكون له أربع إتجاهات أصلية إثنتين منها ستكون أصلية فوق وتحت وإثنتان ستكونان إفتراضية رياضيا بتصور خط يقطع خط الطول بين فوق وتحت في منتصفه حيث مصدر الجاذبية الهائل ويكون زواياه 90 درجة أي متعامد عليه. ويمكن أن تكون الإتجاهات الأصلية الأربعة للكون فوق وتحت ويمين ويسار. لكن هذا التصور لم يذكره العلماء من قبل ولكنه تصور معقول لكون منبسط أو حتي منضغط. ورغم هذا فإن مايقال بأن الكون ينبسط ليصبح كالمستطيل, فهذه نظرية غير مقبولة نسبيا لأن معظم مادة الكون مادة مظلمة وثقوب سوداء. وكلاهما كثافاتهما عالية جدا. فالمادة المظلمة نافرة للمادة المرئية بالكون عكس الثقوب السوداء فهي جاذبة لها. كما أن مادة الكون المرئية بطبيعتها لها جاذبيتها التي تشكل هيئتها.
الكون الترددي:
لقد إستطاع العلماء التوصل إلي تمدد الكون من خلال دراسة أطياف النجوم بالمجرات المختلفة حسب نظرية تأثير (دوبللر). ووجد أن هذه المجرات تتباعد عنا في كل إتجاهة. ومنها بعض المجرات تتباعد بسرعة تعادل نصف سرعة الضوء. وهذا جعل العلماء يحدسون بأن الكون بلا حدود. ورغم هذا التمدد فإن مادة الكون متناسقة لو شاهدناه من أي إتجاه به أو جانب من جوانبه. وفي أعقاب الإنفجار الكبير أخذ الكون الوليد يتمدد كرد فعل لشدة إنفجاره إلا أن هذا التمدد القصوري الذاتي بات يسرع ويتباطيء خلال العشرة بلايين سنة الضوئية الأولي من عمر الكون بعدها أخذ يتسارع. لكن العلماء حتي الآن لايعرفون أسباب تمدده الثاني أو التعرف علي معني هذا التمدد وأثره علي مستقبل الكون. لكنهم يتوقعون إنبساط هذا الكون في تمدده ليصبح الفراغ فيه مسطحا بالكامل بحيث تنعدم الجاذبية فيه هذا الكون المنبسط تماما. وينعدم فيه أيضا التقوس عندما يصل في إنبساطه ليصبح خطا مستقيما. وفي هذه الحالة سينتهي الزمن ليصبح صفرا ويطلق عليها (الفضاء المسطح المطلق) حيث تصبح الكتلة والزمن والحرارة في الصفر المطلق ويطلق العلماء علي هذه الحالة التناسق العكسي للزمن (Time reversal symmetry ) وفيها أعتبروا سهم الزمن يتجه تجاه التمدد وينعكس علي نفس الخط في مرحلة التقلص بإتجاه بداية الزمن.
ويطلق علي حالة الفضاء المسطح المطلق حالة (أوميجا) وفيها تصل حالة الكون الفيزيائية إلي مرحلة التوازن أو التعادل وينتهي فيها الزمن التمددي. لأن الكون المسطح المطلق سيكون له زمن وجودي يعدإفتراضا بالسنين الخاصة به ولايمكننا قياسها بالسنين الأرضية والتي قاصرة علي عدها ونحن قابعون فوق الأرض ورهينة بدورة الأرض حول الشمس وتعاقب دورات الليل والنهار. فهي ليست سنين مما تعدون وليست زمنا تمدديا يقاس بالسنين الضوئية كما هو عليه الآن. ولو عاد الكون إلي التقلص فسيبدأ دورة زمنية إرتدادية حيث سيعود في الزمن التمددي ليرتد فيه وليصبح في الزمن التقلصي (الإرتدادي) ويقدر بالسنين الضوئية. لأن الكون من خلال تقلصه بعدما توقف في حالة (أوميجا )ثم عودنه. فهذا معناه أن الزمن ترددي (بندولي) لايتوقف ولكن سيكون له عدة إتجاهات. فيكون زمنا تمدديا وزمنا وجوديا وزمنا إرتداديا. لهذا الزمن لايتوقف طالما الكون قائما مهما تعددت أشكاله أو هيئته أو إتجاهه. وعندما نتحدث عن الكون الأعظم وتمدده وتقلصه حسب ما سلف من مفاهيم, نجد أيضا أن أكوانه السيارة تتمدد وتتقلص أسوة بما يحدث في كوننا. ولو صحت نظرية الكون الترددي التي تقال عن حالة كوننا. فهذا معناه أن الكون الأعظم بأكوانه أكوانا ترددية تتمدد وتتقلص جميعها في إيقاع موحد ومتزامن. ولو كانت هذه الأكوان في تقلصها وتمددها التصوري والإفتراضي وتخضع لثوابت فيزياء كوننا. فهذا معناه وجود حياة. وإن كان بعضها لايماثل قوانين كوننا فإن الحياة لم تظهر هناك. وإن كانت هذه الأكوان لاتنتقل من مرحلة ترددية لأخري أو بعضها يتقلص وبعضها يتمدد, فهذا معناه أنها أكوان منفصلة فيزيائيا تماما. وفي هذه الحالة يعتبر الكون الأعظم تجمع أكوان لانهائي. ويفقد تناسقه وليس له ملامح تنظيمية ولا يشكل منظومة متكاملة في الفضاء الكوني. فلنتصور نظرية الكون الترددي أو المكوكي . فلنتصور كوننا في تمدده الحالي. فقد يكون في تمدده يقطع دورة مكوكية ترددية. أو قد يكون تمدده في بداية دورة ترددية أولي أو ثانية أو ثالثة إلي آخره...
وطبعا لايمكن للعلماء إثبات هذه الترددات المتعاقبة. وهذا يدل بلا شك أن قياسهم لعمر الكون ليس قياسا دقيقا. لأنهم قاسوه علي كون قائم يتمدد في الزمن وأوعزوا قياسهم لعمر الكون لتمدده القائم. كما قاسوه وهم فوق الأرض ولايعرفون مكانهم بالنسبة لحافته . وهل نحن في مركز الكون أو عند حافته. ولايوجد دليل قاطع لنحدد مكاننا بالنسبة لهذا الكون أو أين نحن فيه. ولايوجد دليل واحد يبين أننا في أي مرحلة من تمدده أو تقلصه وارتداده أو أن الكون سيتمدد إلي مالانهاية أو أن له نهاية سيقطعها في الزمن التمددي أو أنه سيلقي حتفه عندما يتقلص علي ذاته. فلو تصورنا كما يقال أن الكون بدأ من حالة ألفا التي أعتبرت بداية الزمن حيث كانت البداية من لحظة الإنفجار الكبير والذي أعقبه تمدد سريع فائق بقوة الإنفجار وتباطيء الكون بعد خفوته ليتمدد متباطئا ومتثاقلا ليتجه إلي حالة أوميجا حيث سيتوقف بتعادل القوي الواقعة عليه سواء قوة الجاذبية الكونية الداخلية أوقوة الجاذبية الفضائية من حوله. فتقلصه سيكون حالة من الإنكماش الذاتي بفعل برودته فسيتقوس علي ذاته ويقل حجمه وتزداد كثافته وتشتد جاذبية. ولهذا فلايمكن أن ينفجر في مرحلة أوميجا ويتبعثر بالفضاء. كما أنه عندما يتقلص سيعود في الزمن وليس في نفس إتجاهه أو سرعة تماثل سرعة تمدده بل قد تفوقها لشدة الجاذبية أو قد تقل عنها بفعل قوة الضغط الداخلية والمادة المظلمة الساخنة فلو كان تمدده في خط مستقيم وباتجاه واحد في شكل كون مسطح فهذا مايسقط نظرية تقوس الكون لإينشتين. لكن لوكان الكون كرويا (متقوس علي ذاته) فهذا يعطي لنظرية إينشتين حول الكون المتقوس معني. فسيتقوس الكون و يتقص من أطرافه بشكل متوازن. لكن في كلا الحالتين لايعود الزمن في حالة التقلص بنفس سرعة إمتداده لوجود قوي مضادة لإنضغاطه ولن يصل إلي الحالة (ألفا).
والزمن نجده سائرا لايتوقف فيما يقال بالحالة أوميجا ليصبح بعد تممد الكون في الزمن صفر2 بعدما كان بدء التمدد في حالة ألفا التي كانت تعتبر في الزمن صفر1 أو يتوقف بعدما يعود في نفس الإتجاه ليصبح كونا منضغطا ويتوقف في حالة ألفا ثانية ليصبح في الزمن صفر3 ثم يعود ويتمدد ليصل لحالة أوميجا ثانية ويتوقف عند الزمن صفر4 ثم يرتد ليصل لحالة ألفا ف الزمن صفر 3 وهكذا. فالزمن مقياس متصل ويسير حسب الإتجاه التمددي وينعكس حسب الإتجاه التراجعي. لهذا يعتبر زمنا نواسيا (تردديا) (Oscillating time) لكنه في مجموعه يكون زمن الكون وعمره. والزمن في هذه الحالة لايعود وهذه فرضية منطقية بل وفيزيائية. فالكون يتمدد ويتقلص في الزمن الذي يسير في خط مستقيم وإن إختلفت دورات الكون وإتجاهتها. فالزمن الكوني وحدة قائمة وهذا ما يمكن أن نطلق عليه الزمن الموحد ولا يعد بعدا رابعا كما يقول إينشتين لأنه زمن نواسي في المكان الترددي وليس له دورات إنعكاسية. كما أن نظرية إينشتين (الزمكان) تعتبر مطبقة علي كون متمدد فيه الزمن بعدا رابعا ممتدا في المكان المتباعد و لا تنطبق علي كون متقلص فيه الأبعاد تتقلص (تنكمش) والزمن يتزايد. لهذا تعتبر نظرية (الزمكان) نظرية نسبية فقط في حالة كون يتمدد فقط. وهذه النظرة لايمكن البت فيها برأي قاطع لأننا ننظر للكون من داخله ونري أجزاء منه. لكن لكي نتحقق من تمدد الكون وإننكماشه فهذا ينطلب النظر للكون من خارجه ومراقبته لبلايين السنين. لأن التمدد أو الإنكماش للكون كل منهما يقطع دورة قد تصل لعدة بلايين من السنين. وهذا ما لايستطيع العلماء تحقيقه في الزمان والمكان. كما لايمكن قياس البعد الذي يصل فيه الكون سواء في تمدده أو إنكماشه إلا لو نظرنا إليه من خارجه. وقدرنا نقطة البداية في كل مرحلة من مراحل هذا التمدد ونقطة النهاية.
وفي نظرية الكون الترددي لابد وأن يكون الكون وحدة واحدة يتحرك ككتلة واحدة سواء أكان كونا يتمدد أو كونا ينكمش أو كونا ينتفخ كالبالونة. وقد يكون الكون أشبه في تردده بالمرجيحة يعلو ويهبط في حركة قوسية. لهذا تكون نهاية تمدده عندما يعلو ليصل إلي مرحلة أوميجا (+)ثم يرتد في حركة قوسية ليمر عكس اتجاه الزمن وليصل لمرحلة بداية في نقطة ألفا ويمر بها ليتمدد في الإتجاه العكسي (أشبه) بحركة البندول ليصل إلي نقطة (- ) أوميجا. ويظل في تأرجحه البندولي حتي تتضاءل سرعته ويتوقف نهائيا عند النقطة ألفا. لكن ليظل الكون في تأرجحه لابد وأن تقع عليه قوة ذاتية تدفعه للأوج التمددي في كلا الجانبين من النقطة ألفا أو تقع عليه قوة خارجية تدفعه للإنكماش والتمدد في كلا الإتجاهين. وبهذا يكون تردده إلي مالانهاية. فقد يكون كوننا واقعا تحت تأثير قوة ترددية من حوله تدفعه للأمام ليتمدد وينبسط وتدفعه للخلف ليتقلص وينكمش. وهذا ما لايمكن أن نلاحظه من داخل الكون إلا لو رأيناه من خارجه وسط منظومة كونية لتحديد إتجاهات التمدد والتقلص في الفضاء الخارجي حوله. ولو كان كوننا موجودا في فضاء خاو تماما فلن نستطيع تحديد هل هو يتمدد أو ينكمش لأنه سيبدو ككتلة واحدة لو نظرنا إليه من الخارج. وهذه الفرضيات تعتمد علي ديناميكية حركة الكون والقوي التي يخضع لها. والكون في حالة تردده في كلا الإتجاهين سيكون كونا متقوسا ومنبعجا. ففي إتجاه التمدد سيكون التقوس بأعلاه وفي حالة التقلص سيعكس التقوس وضعه ليكون بأسفله ففي التمدد أعلاه سيكون سطحه مقعرا (متقوسا للداخل) ووفي أسفله سيكون سطحه محدبا(متقوسا للخارج) والعكس صحيح يعتمد علي إتجاه القوة الواقعة عليه وبهذا سيصبح الكون متقوسا من جانب ومحدبا من الجانب الآخرالمقابل. وستكون كثافته متباينة حيث تكون في جانب إتجاه التمدد أكثر كثافة والجانب المقابل أقل كثافة. و القوة الخارجية الواقعة عليه وتحركه في كلا الإتجاهين المتعاكسين ستجعل الكون كتلة واحدة متحركة. وقد يكون الكون مسطحا وليس متقوسا لهذا سيتأرجح ككل وكوحدة واحدة. من هنا نجد أن المكان من ثوابت الكون والزمان متغير حسب تردده. ليصبح المكان لامعني له بالنسبة للزمن الترددي المتغير. مما يجعل نظرية (الزمكان) لأينشتين لاوجود لها في كون متأرجح ويصبح بعدا متفردا لاعلاقة له بالمكان إلا علي مؤشر التأرجح الكوني. وبهذا نعتبر الزمن زمنا توقيفيا علي مكان الكون فوق مؤشر التأرجح ككل.
لهذا نجد أن نظرية أينشتين تطبق علي كون ننظر إليه من الداخل حبث يتمدد. وفي هذا نعتبر الزمن التمددي بعدا رابعا في نطاق الأبعاد الثلاثة الأخري كالطول والعرض والعمق والتي تشكل المكان وهيئة الكون. لكن لو نظرنا للكون من خارجه فإننا سنسقط من حساباتنا فكرة الزمكان لأينشتين. ولهذا نعتبر نظريته حول المكان والزمن نظرية جزئية مرحلية وليست نظرية شاملة كلية تطبق علي كوننا ككل أو علي الأكوان الأخري. وإذا كان الكون يقع تحت تأثير قوة ترددية خارجية أو قوة نابضة داخلية فإنه سيكون كونا نابضا في الفضاء أشبه بقلب الإنسان فيتمدد ويتقلص في المكان في دورات زمنية إيفاعية منتظمة. وقد يكون حاليا في دورة تمددية يعقبها دورة تقلصية. وهذا أيضا مؤشر لايعطينا العمر الحقيقي للكون لأننا لانعرف عدد دورات التمدد أو التقلص. فقد يكون هذا التمدد الأول أو الثاني أو الثالث ولايعرف من خلال هذه النظرة كم تقلص حتي نجمع زمن التمدد وزمن التقلص لنحدد عمر الكون واكتفي العلماء بتحديده من خلال تمدد الحالي واعتبروه التمدد الأول منذ بداية الكون ولايوجد دليل واحد ليؤيد هذه الفكرة. فقد يكون الكون أقدم مما قدروه لعمره. واعتبروه أنه بدأ من حالة ألفا التي اعتبروها نقطة الزمن صفر ومازال يتمدد ليصل لحالة أوميجا والتي اعتبروها نهاية الزمن. وهذه النظرة للكون والزمن فيه نظرة قاصرة علي كون يتمدد في إتجاه واحد وفي دورة زمنية واحدة وأيضا لايوجد دليل واحد ليؤكد هذه الفرضية. فتصورنا لكوننا فيه نجد أنه ليس كونا متفرداأومعزولا بالفضاء الخارجي حيث يخضع لقوي كبري خارجية ضمن منظومة كونية كبري للكون الأعظم لانعرف له بداية أو نهاية مدركة.