الثقوب السوداء
لم يعد التعرف علي تكوين المجرات الهائلة في الكون عن طريق النجوم المضيئة والمرئية بها والسحب الغازية فقط . ولكن أيضا عن طريق هالات المادة المظلمة التي تشكل جزءا كبيرا من كتلة المجرات الكونية . فهذه المادة المظلمة التي يطلق عليها الثقوب السوداء لاتفصح عن ذاتها إلا من خلال تأثيرها الجاذب للأشياء بما فيها الضوء . لهذا لايمكن رؤيتها . والثقب الأسود له جاذبية رهيبة لأن كتلة مادته كبيرة وكثافتها عالية جدا . فلو أن كتلة من مادته تعادل كتلة الشمس فإن حجمها لن يتعدي ستة كيلومترات. و العلماء يحدسون بأن ثمة ثقب أسود عملاق داخل مجرة درب التبانة تعادل كتلته مليون كتلة الشمس . وحدسوا أيضا بأن هناك ثقوبا سوداء أخري بقلوب العديد من المجرات الأخري . وعند حديثنا عن الحطام النجمي نجد أن الشمس أو أي نجم يظلان في حالة توازن ذاتي طالما أن الجاذبية الذاتية بهما تجذب كل نقطة بهما إلي الداخل . ويقابل هذا التفاعلات النووية داخل النجوم والتفاعلات الحرارية داخل كوكبنا . فكلما كان النجم به وقود الهيدروجين النووي مشتعلا بالطاقة النووية بقلبه فإنه يولد طاقة نووية ليظل منتفخا . ولما ينتهي الوقود به فإن قوة الجاذبية به تتفوق فتقلصه بعدما ينطوي علي ذاته ليصبح نجما منضغطا وباردا. ولنتصور هيئة النجم البارد هذا .فإن ذراته قد تحطمت نتيجة سلسلةمتعاقبة من التفاعلات الذرية الداخلية . وعقب هذه التفاعلات النووية نجد الإلكترونات الحرة السالبةالشحنة تتحد مع البروتونات الحرة الموجبةالشحنة لتكون نيترونات متعادلة الشحنة. لهذا نجد أن ذرات هذا النجم تتآكل حتي تصبح كتلة نترونات عبارة عن حطام النجم ويطلق عليها النجم النتروني المدمج أو النجم النتروني القزم الأبيض . ويصل نصف قطره حوالي 10كيلومترات أي في حجم مذنب فضائي صغير . إلا أن كتلته أثقل من كتلة شمسنا. وهي كتلة كثافتها هائلة . فملعقة صغيرة من مادة النجم النتروني تعادل ألف مليون طن . ويظل هذا النجم في تقلصه لتزداد كثافته حتي يصل إلي نقطة التفرد الزمكاني (Space-time singularity) كجزء من ثقب أسود . ولنتصور كثافة الثقب الأسود الذي يعتبر مقبرة حطام النجوم النترونية نجد أن المجرة الإهليليجية العملاقة عثر بها علي ثقب أسود هائل تعادل كتلة مادته 5آلاف كتلة مليون نجم في حجم شمسنا . والآن يقال أن ثمة ثقبا أسود هائلا في وسط كوننا يربطه بكون ثان مجاورا له. لهذا يعتبر بعض العلماء أن الثقوب السوداء ممرات أنفاقية(نفق) للسفر للأكوان الأخري و جسوربينية للسفر بين أجزاء من كوننا. كما تعتبر الثقوب السوداء مصايد للضوء . ورغم وجوده بها إلا أنه لايري لعدم قدرته علي الإفلات من جاذبيتها الهائلة . لهذا تعتبر مادة هذه الثقوب السوداء مادة مظلمة ولم يستطع العلماء رؤيتها حتي الآن . كما تعتبر مقبرة للضوء والإشعاعات الكونية والأجسام الفضائية الشاردة حيث تصطادها بجاذبيتها الشديدة . ولايفلت من هذه المصايد الكونية سوي الأجسام التي سرعتها أكبر من سرعة الضوء . وهذا إفتراض نظري طبعا . لأن الضوء كما يعرف أسرع شيء في الوجود حتي الآن . رغم أن ثمة لغطا الآن حول التيكونات والتي إعتبرها بعض العلماء رياضيا أنها موجودة وأسرع من الضوء . وهذا ما تناولناه بالتفصيل في هذا البحث . والضوء كقاعدة عامة يسير في خط مستقيم بالخواء(الفراغ المفرغ تماما) . لكنه عندما يمر بجوار ثقب أسود ينحرف عن مساره بزاوية أكبر من إنحرافه عندما يمر قرب حافة الشمس . لأن شدة جاذبية الثقب الأسود أضعاف شدة جاذبية الشمس. ولو مر جسم كروي قرب حقل جاذبية ثقب أسود فإنه يصبح جسما ممطوطا .