الكميات الشعاعية و الكميات القياسية (مرجع الفيزياء)

بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على الذي بعث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين: قال تعالى في كتابه العزيز(يوم نطوي السماء كطيّ السجل للكتب كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده ,وعداً علينا انّا كنّا فاعلين) صدق الله العلي العظيم

انه لشيء مهم ان تبحث عن حقيقة موجودة فعلاً ولكن الصعوبة الفائقة في ان تجمع بين حقيقة دفينة وحقيقة واضحة ..أما الاولى فتصنع لها حلولاً يمكن لها أن تكون صحيحة ويمكن أن تكون غير ذلك.وإذا كانت هذه الحلول مناسبة الى حد ما فكيف يتم التعامل مع جزئياتها وهي المتوارية؟! أما الثانية فوضوحها يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تفسيرها.. لقد حاولت اجراء ربط وثيق مقبول الى حد ما, بين الآية الكريمة السابقة وعدة نظريات علمية أثبتت الى حد معيّن صحة تسلسلها الرياضي بشكل متقدم ومقبول, ان من الناحية الفلسفية او العلمية.وحاولت استخدام اسهل السبل لتوضيح ذلك للمؤمن العزيز دون الدخول بتفاصيل لا مجال لذكرها. لقد وضع علماء الرياضيات والفيزياء النظرية, نظرية جديدة شاملة في فهمها للكون (بدايته ونهايته) وقد لعبت هذه النظرية دوراً مهماً وفعّالاً في محاولة جدّية لوضع حلّ مناسب لوصف هذا العالم المترامي الاطراف الذي يبدأ من الانسان وينتهي اليه, في زمان ما وفي مكان ما..وكما يقول الامام علي عليه السلام(أتحسبُ .أنّك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر. هذه النظرية أُطلق عليها نظرية كلّ شيء (1) لقد استخدمت هذه النظرية الابعاد المكانية الثلاثة المعروفة(الطول, العرض, الارتفاع) وقد اضيف البعد الزمني الواحد وفق نظرية العالم الرياضي الفيزيائي ألبرت أنشتاين والمسمّاة النظرية النسبية الخاصّة (هناك نظرية النسبية العامة وهي أكثر تعقيداَ من الاولى وتوصف شكل الكون وسلوكه وغير ذلك من الامور المتعلقة به!) وبذلك تكتب معادلة واحدة يمكن حلها بسهولة... ان كلمة العالم المشار اليها في النظرية هي في حقيقة الامر شكلان لعالم واحد اشمل واعمّ,العالم الذي يشمل عالم الاجسام والآخر عالم الجسيمات الاولية (2) عالم الالكترونات والكواركات وغيرها من الجسيمات الاخرى التي تشارك في تكوين كلّ شيء من النجوم والمجرات الى الكائنات الحيّة بل وحتى الجماد.كل ذلك يشترك بخواص مهمة مستنبطة من الخواص الفيزيائية والكيميائية لهذا العالم, هذه الخواص تشتمل على وجود القوى اللازمة للمحافظة على تماسكها واعطائها شكلاً تتميّز به لولاها لانفرط تكوينها وتغيّر شكلها , هذه القوى هي قوى الجاذبية والنووية والكهرومغناطيسية. وترجع النظرية(نظرية كل شيء) الى ان الكون باجمعه تكوّن من الانفجار العظيم (3) وقد قامت الشظايا الناشئة بتكوين ذات الكون(اي لملمة اشلائه) ومنه تكوّن كل شيء.. يسعى علماء الفيزياء النظرية واستناداً الى الكثير من النظريات الرياضية لوضع مفاهيم الفيزياء بشكل متقدم ناضج يستوعب الجانبين الفلسفي العلمي والروحي بما يتفاعل مع نظرية وجود العالم. ومن هذه النظريات التي حظيت بقبول واضح هي النظرية الوترية (4)حيث حظيت باهمية كبيرة ومتقدمة لان تكون هي نظرية كل شيء..

ما هي هذه النظرية؟

تنص هذه النظرية على ان الكائن الاكثر اساسية في الكون هذا , هو وتر صغير لدرجة لا يمكن تصورها.وقد اكدت على ان تموّجات اوتار من هذا القبيل تولّد كلّ الجسيمات والقوى في هذا الكون ويبلغ طول حلقات الوتر او قِطَعه, قرابة 10 للقوة -33 من السنتمتر وهي تهتزّ باساليب عديدة متخالفة كما يفعل وتر الكمان. ولكل نمط اهتزازي طاقة خاصة به او كتلة معينة ويمكن اعتباره جسيماً بموجب قوانين ميكانيك الكمّ. تستطيع النظرية الوترية ان تتخلص من مأزق مهم وهو ان توفر ابعاداً اخرى غير الابعاد الاربعة المعروفة, فهي تفترض ان الابعاد الستة الاضافية (ان توفرت كما في حال الاوتار التي تسكن زماناً- مكاناً ) ملتفة على نفسها بشدة كبيرة تحول دون اكتشافها من قبل الكائنات الكبيرة كالانسان او حتى الكواركات) كيف يحدث ذلك؟ ان الذي يحدث وستند اليه منطق انكماش الابعاد هو ما يحصل واقعاً لكثير من الاجسام وفق فكرة هندسية بسيطة جداً !: لو اخذنا قطعة من الورق المقوّى او المطاط التي تمتلك بعدين, وقمنا بلفها على شكل اسطوانة ثم نقلص البعد الملفوف ثم نستمر بلفّها لتقصير نصف قطر مقطعها اكثر فاكثر حتى نوصله الى حد يرى وكأنه خط مستقيم, نكون عملنا على تقليص البعدين الى بعد واحد. الآن لو لففنا طول هذا الخط بحيث نكوّن منه دائرة ثم نقوم بتقليص وتقصير قطرها شيئاً فشيئاً الى ان يصل الى نقطة تعتبر فضاء عديم الابعاد..من ذلك نستنتج ان لو كان هناك اي بعد اضافي غير الابعاد المعروفة , ربما يكون منزوياً او منكمشاً اي يكون(صغيراً جداً لدرجة انه لا يمكن اكتشافه). لو اردنا ربط النظرية الوترية مع الآية الكريمة, نقول ان عملية الطيّ واقعة لا محالة, من خلال المعنى الذي يؤكده جزء الآية الاخير (..إنّا كنّا فاعلين) ومن خلال الآيات الكثيرة الواردة في القرآن الكريم ان السماء تمتلك ابعادها الكاملة, وقد اوردت نظرية تسمى النظرية المثنوية وهي النظرية التي تعطي مجالاً في فهم تحوّل العنصر الى مركّب وبالعكس(تمكن المثنوية, وهي نوع من التناظر , من النظر الى الكيانات المركبة على انها مكافئة للجسيمات العنصرية الاولية والعكس بالعكس, فللكوارك مثلاً نوع من الشحنة يسمّى لوناً وتولّد الشحنات في اثناء حركتها حقولاً مغناطيسية وعلى غرار ذلك تولّد الكواركات حقولاً مغناطيسية لونية. ويمكن لعدة كواركات ان تنضم معاً لتشكّل شيئاً مركّباً له شحنة مغناطيسية لونية يسمى وحيد القطب لكن وحيد القطب يمكن ان يعتبر جسيماً عنصريّاًاولياً وذلك بفضل المثنوية. ويمكن لوحيدات القطب بدورها ان تتكتّل لتشكّل كواركات- وهذه هي الآن اشياء مركّبة).وهذا منطق علمي رياضي متقدم في النظرية, اي ان الانسان جزء من هذا الكون, بل الكون بصورته العلمية وبقوانينه ينطوي في هذا الجرم الصغير (كما يقول الامام علي عليه السلام) اذن لو تصورنا ان السماء التي رفعت بغير عمد قد اخذت بعدها حتى اتاها الامر العظيم..تطوى من ابعادها المعروفة الى اللابعد(كما ورد) فتطوى لتتحول تدريجياً الى النقطة(كما حصل في ورقة المقوى المشار اليها) وهذه الكتلة الاولية التي تحدثنا عنها في عملية الانفجار العظيم, لِمَ لا يكون ابتداؤها من هنا من اللابعد( كما بدأنا اول خلق نعيده..) ثمّ يؤكّد ربّ العزّة( وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين) .لله الامر من قبل ومن بعد.وصدق الله العلي العظيم حيث قالوما قدروا الله حقّ قدره والارض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويّات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون) .الزمر الآية 67. والحمد لله رب العالمين

  1. المقالة مستلّة بتصرّف من كتاب الظواهر الفيزيائية والجيولوجية في القرآن الكريم . د.مؤيد العابد

(1) Theory of every thing (2)Elementary particles (3) Big Bang (4)The string theory