طاقة مظلمة
افترض العلماء أن موجات الجاذبية تتكون من(جرافيتونات)إفتراضيةعبارة عن جسيمات أولية تظهر وتختفي قرب مصدرها إلا أنها عندما تفلت بعيدا عنه تشرد وتصبح جسيمات حقيقية تطول موجاتها مع تمدد الكون لتقوم بجذب العناصر الكيماوية والمادة المظلمة بين النجوم والمجرات كما تدفع بالطاقة المظلمة لتملأ الفضاء بما يوحي بأن الكون ساحة قتال حقيقي. لهذا تعتبر الطاقة المظلمة طاقة الفراغ الكوني وتمثل معظم مواد الكون . ويطلق عليها الثابت الكوني ورغم إعتبارها طاقة خاملة إلا أنها تحافظ علي كثافة الكون في كل زمان . فهي لاتمتص ضوءا أو تشعه .فهي أشبه بالمادة المظلمة الجاذبة لكنها تختلف عنها في أنها طاردة للجاذبية مما يجعلها تؤثر علي المادة المرئية بالكون . وما أدهش العلماء أنه عندما كان عمركوننا سنة ضوئية كان متناسقا ويتكون من فقاعات أطلق عليها الجيوب الكروية المعزولة وكان قطرها سنة ضوئية . والآن الكون كرة قطرها 15بليون سنة ضوئية بعد تضخمه وتمدده ويضم بلايين الجيوب الكروية ورغم تباعدها عن بعضها إلا أنها مازالت متشابهة . وهذا المنظور يفسر لنا التناسق الكوني الغامض في نظرية التضخم الكوني . ويعتبر العلماء أن السرعات بالكون بما فيها سرعة الضوء ثابتة إلا أنهم في تقديراتهم للسرعة يتجاهلون تأثير الجاذبية الكونية عليها . لأن السرعات المطلقة لاتقدر واقعيا إلا في كون خال ومفرغ تماما.ولابد أن يكون تسارعه فيه من كل إتجاه وفي تزامن مطلق وإلا إنبعج الكون وفقد تناسقه أو إنفصل لكوينات تتقوس علي ذاتها ليصبح كوننا متعدد الأكوان . لهذا الطاقة المظلمة والجاذبية الكونية لعبتا دورا أساسيا في الحفاظ علي هيئة كوننا ليصبح علي ما هو عليه حاليا. وما نراه من الكون هو العناصر الكيماوية التي تعكس الضوء و تتكون منها المجرات والنجوم والسدم والغبار الكوني وكلها أجرام مرئية عكس المادة المظلمة فهي لاتشع أو تعكس الضوء بل تمتصه . لهذا فهي مجهولة الهوية والتكوين ومازال الغموض يكتنفها . من هنا .. نري العلماء يتعاملون مع بلايين السنين وبلايين البلايين من الكيلومترات الممتدة والمترامية والمتباعدة بالكون. ومعظم مايقال عن كنه الكون ونشأته حدسا فرضيا يعوزه الأدلة المادية الدامغة والمحسوسة . ما هو الفضاء ؟ ما يقال عن الفضاء ( Space) فهو مسألة نسبية . فالأرض الفضاء هي الأرض التي خلت من أشياء منظورة . ويطلق علي السماء الفضاء وهذه النظرة نسبية لأن السماء تغص بالأجسام والأجرام المنظورة والمحسوسة . لهذا أصدق ما يقال عنها بالسماء لأنها تسمو فوقنا . والكون ككل قد يقال أنه يتمدد في الفضاء داخل منظومة كبري يطلق عليها الوجود . وهذه فرضية نسبية تشبه ما يقال بأن الأرض تدور حول نفسها في الفضاء أو تدور في مدارها حول الشمس . وقد يكون هذا مقبولا لأن حركتها لايعترضها شيء ملموس أو منظور لكنها تدخل ضمن منظومة الشمس وتتأثر بجاذبيتها . فهي أسيرة مع بقية المجموعة الشمسية . كذلك الكون الذي نعيش فيه . فهو قد يكون موجودا ضمن منظومة كونية كبري وقد يكون قد نشأ منها كما نشأت الأرض أو يكون كوينا صغيرا تابعا لكون أكبر يدور حوله . وقد يكون الإمتداد الكوني وتسارعه أشبه بمذنب يقترب من الأرض. فقد يكون مقتربا من كون أم يجذبه في فلكه ليرتطم به. أو يكون كفقاعة عندما تقترب من الكون الأم تنفجر كما تنفجر بالونة الأطفال . ويقال أن الكون ينتفخ كما تنتفخ البالونة وقد يأتي عليه حين من الدهر وينفجر ويتبعثر ليصبح أجساما فضائية هائمة في محيط الكون الأعظم أو تحط هذه الأجسام فوق سطحه لتصبح غبارا كونيا بين مجراته وافدا من كوينات أخري . فالكون الأعظم قد يضم أكوانا ككوننا.وقد يكون جزءا نمطيا في هذا الكون الأعظم لوكانت الأكوان بمجموعته موزعة بشكل منتظم في السماء العلي. والسؤال المنطقي .. هل هذه العوالم المحتملة موجودة علي التوازيأو أنها تتابع علي التوالي في محيط واحد بما لابجعل كونا يطول آخر في تزامن متتابع أو تدور في شكل عشوائي ؟. وهل كل كون قد يضم مجرات نجمية وسدما ومادة مظلمة وغيرها كالتي في كوننا. وهذا إحتمال وارد . مما يجعل فكرة وجوده الكون الأعظم فكرة مطروحة بل ومقبولة منطقيا . ولاسيما لايوجد دليل واحد علي نكرانها حتي الآن . وهذه الأكوان قد تشد بعضها بعضا مما سيجعل كوننا يتمدد بجاذبياتها . وقد يصل هذا الشد الإنتفاخي لكوننا درجة لايمكن فيها مقاومة هذا الشد الكوني فينفصل ويتبعثر في الفضاء الكوني ليصبح وجود كوننا غير ظاهري لكن مادته ستظل موجودة لأنها لن تفني . وقد يكون هناك كون أعظم ثان وثالث ورابع وهلم جرا . وقد تكون هذه الأكوان الأعظمية متناسقة في هيئاتها وتشكل منظومة كونية كبري تضم بلا يين الأكوان ويتشكل منها مجرات أشبه بمجرات كوننا التي تضم ملايين النجوم والسدم . وبهذا يطلق عليها منظومة الكون الأم . لكن كل هذه الأكوان هل كانت بدايتها هذه الذرات الكونية التي تفجرت أشبه بالقنابل العنقودية أو التفاعل النووي التفجيري المتسلسل؟ . وهذه الأطروحة قد تجعلنا نفكر في الكون العنقودي الأم الذي بدأ من العدم بكلمة : كن. لهذا الوجود بدأ بالكون الأم الذي يضم الأكوان الكبري العظمي . وكل كون أعظم يضم أكوانا من بينها كوننا الذي يعتبر ضمن منظومته كوينا صغيرا في مجرة من مجراته . وللتعرف علي كوننا داخل هذه المجرة.فالوصول إلي حافته يتطلب طاقة غير نمطية. لأن أي مركبة ولو كانت بسرعة الضوء تتطلب قطع مسافة تعادل بلايين السنين الضوئية . فالكون الأعظم خلق بقدرة الخالق سبحانه وفي كوننا نري عظمته بعيون الفلك . لكن كل شيء فيه بمقدار مقدر مما جعله كونا متوازنا في الزمكان من الكون الأعظم وتوابعه من الأكوان الأخري التي تسير في أفلاكه. وهذا التوازن الوجودي لهذا الكون الأعظم جعله كونا قائما منذ بلايين البلايين من السنين وإلا ماد أو إنحرف ليصبح كونا فوضويا يسير بعشوائية طاغية قد تودي به. فهو لايحيد ولايزيغ له إيقاعاته المتناغمة في سيمفونية الوجود مما يجعله كونا حقيقيا . وهذا التصور للكون يمكن تطبيقه علي أي كون من الأكوان بما فيها الكون الأعظم . لأنها كلها في منظومة متكاملة تخضع لقوانين الفيزياء العامة . وهذا مايدل علي أن كوننا في ترتيبه وآلياته أبسط ملايين المرات من مخنا . وفي دراسته أبسط من دراسة كوامن خلية حية لاتري .فإذا كنا قد توغلنا لبلايين البلايين من الأميال بالكون في أغوار السماء رغم قصورنا .فإننا مازلنا فوق الأرض لم نخرقها إلا لبضعة كيلومترات من قشرتها التي يتعدي سمكها آلاف الكيلومترات .فمازلنا نحبو فوق الأرض وعند حافة الكون .